غيبة السندباد

[سلطانة]

كل شيء ضاع
في أرض الجدود
كل شيء صار مِسْخا
أصبح المارد قزما
صارت اللبوة قردا
وبغاث الطير نسرا
وامتطى الأرنب خيلا
صارت الأوهام مجدا
والأكاذيب ارتدت حقا وصدقا
كل شيء مات
حتى الحق في وحل الضلال
غاض ماء الذمم
جف نبع الكرم
غرق الإيمان في بحر الدجل
لبس الفارس ثوب الخطل
ومضى الربان عبر الخطر
يدفع المركب في موج الرياء
كل ربان صغير وكبير
كلهم ساروا إلى وهم السلام
يطرقون الباب بحثا عن سراب
لعقوا كل النعال
خلعوا ثوب العذار
ثم ناموا فوق ذل وصغار
كل شيء هيّن
إن شبعت أجسادهم
وارتوت أفواههم
واعتلوا سدة حكم وجلال
فليكن بعدهم
طوفان نوح
ولتمت كل الخراف
ولتغر كل الينابيع العذاب
وليسد حكم الذئاب
فالدنا في خير حال
إن نجا فرعون يوما
أو نجا هامان من عصف الرياح
أين ذاك السندباد؟
غاب في البحر طويلا
لم يعد منذ غفونا
وافترشنا ماضي التاريخ
أمجادا وعزما
والتحفنا بالبطولات المجيدة
وسكرنا ثم نمنا
نوم أصحاب الكهوف
وسنبقى في سبات
بين موت وحياة
أين ذاك السندباد؟