أرقامنا عربية أم جوبارية ؟

[ahmed_mido]

أرقامنا عربية أم جوبارية ؟
بحث ألقي في مؤتمر مجمع اللغة العربية يقرر أن أرقامنا المشرقية أصلها عربي وليس هندي.
وأن الأرقام الغربية (التي يسمونها الأرقام العربية) هندية الأصل والمنشأ.
الأرقام رموز تستخدم للتعبير عن الأعداد، قبل أن نتحدث عن الذي سبق إلى التعبير عن الأعداد برموز، نرى أولا في الأشكال المشرقية والمغربية من منهما عربي ومن هو هندي؟
الأرقام المشرقية:
ترد في بعض كتابات الفرس القديمة بعض أرقام المشرق العربي كحروف فيها:
في كتابة يقال لها الكشتنج يظهر الرقم ٢ و ٣ و ٦ و ٧ و ٨


يكتب بها العهود والمررنة والقطائع، وبهذه الكتابة كانت نقوش خواتم الفرس وطرز ثيابهم وفرشهم وسكة دراهمهم.

وفي كتابة أخرى يقال لها نيم كشتج تظهر ٣ و ٥ و ٩


يكتب بها الطب والفلسفة

وكتابة ملوك الفرس لم تعلم وكان يختص بالكتابة بها الملوك دون أهل المملكة حتى لا يطلع على أسرار الملوك من ليس بملك .

أما أهل الهند فكانت لهم أقلام عدة لكنهم على الأغلب كانوا يكتبون بالتسعة الأحرف وهذا مثاله

الأرقام ١ و ٢ و ٣ و ٤ و ٧ تظهر في هذه الحروف
لكنهم على الحقيقة يكتبون ب 28 حرفا لأن ترتيب النقط على الحروف لا يشبه ترتيب النقط على حروف العربية ب ج ت ث خ ذ ز ش ض ظ غ ف ق ن ي ولكنهم إذا بلغوا الحرف التاسع أعادوا الحرف الأول ونقطته تحته على هذا المثال

فإذا بلغ إلى الحرف 18 أعاد الحرف 10 ونقطته تحته وهذا مثاله

فإذا بلغ الحرف 27 كتب الحرف 19 ونقط تحته نقطة وهو الحرف الأول و تحته ثلاث نقط وهذا مثاله

وهذا يدل على أن الرموز المشرقية كانت تعبر عن حروف في الكتابات الهندية والفارسية، والنقطة التي ترمز عند العرب للصفر كانت ترمز إلى نقطة فوق حروف الكتابة الهندية كالنقطة فوق الفاء والنقطتين فوق القاف والثلاث نقط فوق الثاء...

الأرقام المغربيةهذه دراسة تؤكد أن الأرقام الغبارية اخترعت في المغرب قبل ظهور الخوارزمي:
أرجح الآراء هو أن الأرقام العربية وضعها صانع زجاج مغربي. أعطى للأرقام التسعة شكلا يتعلق بعدد الزوايا في رسم كل منها: زاوية للرقم 1 زاويتين للرقم 2 وهكذا...
فإذا كتبنا الأرقام حسب عدد الزوايا مع أن الصفر دائرة غير مزواة:

في المخطوط، الرقم اثنان على شكله الأصلي، كما يظهر أن هذا الشكل، وهو سابق لظهور الرقم اثنان على شكل حرف z بالانتباه إلى ترقيم الصفحة 204.

وبعد أن بقيت التسعة والصفر كما هما، ودورنا الثمانية والستة والخمسة والأربعة والثلاثة والواحد، وقلبنا الرقم اثنان والرقم سبعة. حصلنا على الشكل التالي:
]
وبإيصال بعض هذه الأشكال بعضها ببعض، دون تغيير في الترتيب، نحصل على الشكل:

وهذه جملة عربية مكتوبة ب الخط الكوفي (ويطلق هذا الإسم على كل الخطوط التي تميل إلى التربيع والهندسة)، وهي: وهدَفي حسابْ ، مع أن السكون هو الصفر.
بالرجوع إلى جدول حساب الجمل نجد أن سبعة من حروف الجملة "وهدَفي حسابْ" هي آحاد في الجدول، وهو أمر يستحيل حدوثه بالصدفة:
ا =1 ب=2 ج=3 د=4 ه=5 و=6 ز=7 ح=8 ط =9 ی=10 ک=20 ل=30 م=40 ن=50 س=60 ع=70 ف =80 ص=90 ق=100 ر=200 ش=300 ت=400 ث=500 خ=600 ذ=700 ض=800 ظ=900 غ=1000

وبما أن حساب الجمل كان يستخدم غالبا لتدوين تاريخ الأحداث، فإن مجموع قيم "وهدَفي حسابْ" هو التاريخ الذي وضعت فيه هذه الأرقام: 6+5+4+80+10+8+60+2+1 وهو 176. 176 بالتقويم الهجري (792 بالتقويم الميلادي) تاريخ جد ملائم لوضع هذه الأرقام، وهو قبل ظهور الخوارزمي بقليل.

الأرقام العالمية كانت تسمى الأرقام الغبارية، وفي المخطوطات القديمة تسمى الأحرف الغبارية، فللقلصادي كتاب يسمى كشف الستار عن حروف علم الغبار. والغبارية ليست نسبة إلى الغبار كما هو شائع، فقد جاء في منظومة محمد بن أحمد بن غازي (منية الحساب)[3]:




بسيط أسماء الجميع إثنا عشر
منها تركب جميع ما غبر

فتسعة منها هي الآحاد
وعاشرا للعشرات زادوا

والتال للمئين والثاني عشر
ءالافها ومن هنا الطي انتشر




المراد بالجميع جميع الأعداد، وغبر بمعنى بقي( كما جاء في شرحه للمنظومة) ومن هذه المنظومة يمكن أن نستنتج تفسيرا لسبب تسمية هذه الأرقام بالغبارية، من اثنا عشر اسما للأعداد(واحد-إثنان-ثلاثة-أربعة-خمسة-ستة-سبعة-ثمانية-تسعة-عشرة-مائة-ألف) يتركب ما غبر أي ما بقي من الأسماء، فاسم العدد 203 يتركب من الاسم مائة والاسم ثلاثة، وهذه ميزة تتميز بها الأرقام الغبارية عن حساب الجمل الذي ليست للأعداد فيه أسماء محددة، فالعدد 25 مثلا هو20+1+4 وهو كاد أو 8+10+7 وهو حيز أو 9+1+5+10 وهو طاهي، ناهيك عن أسماء الأعداد المختلفة.

بعد هذا يتضح أن هذه الدراسة اجتمعت لها أمور كثيرة لا تجتمع بالصدفة، ونستنتج أن الأرقام المغربية عربية والأرقام المشرقية هندية.