Untitled Document
 
العودة   منتديات لغاتى التعليمية > ~¤¦¦§¦¦¤~منتديات الترجمة~¤¦¦§¦¦¤~ > المنتدى العام للترجمة

المنتدى العام للترجمة شرح المواضيع العامة للترجمة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-22-2007, 02:25 PM   #1
كوكب الشرق
لغاتى نشط
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
العمر: 47
المشاركات: 147
معدل تقييم المستوى: 18
كوكب الشرق is on a distinguished road
افتراضي التـرجمـة العـربية بين الاختــلاق والحضـارة الزائفـة

[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
.
.
.

أخواني و أخواتي أعضاء وزوار الشبكة الكرام

السلام عليكم ورحمة الله

أجد نفسي ناقلاً في كثير من الأحيان لبعض المقالات التي تسرق نظري و أهتمامي في كثير من الأوقات, ذلك لما قد تصنعه هذه المقالات في نفس المترجم. أتمنى أن أكون قد أصبت في عملي هذا وأن أكون قد وفقت في أختياري و نقلي. والهدف هو نشر ومشاركة المعلومة و الفائدة بشكل أوسع وفتح أبواب النقاش أو أبداء الرأي عبر صفحات المنتدى بشكل حر وسلس.

أترككم مع هذا المقال, وأسعد الله أوقاتكم



التـرجمـة العـربية بين الاختــلاق والحضـارة الزائفـة:


إشـكاليـة التــوطـين والمحـاكيـــات الحضــــارية


بقلم الاستاذ الدكتور علي درويش*
* أستاذ في الترجمة في جامعات ملبورن واستشاري في التواصل التقني في أستراليا.


مما لا شك فيه أن الترجمة عنصرٌ أساسٌ في التفاعل بين الشعوب والحضارات ونافذة على تراث الأمم ونتاجها الفكري والأدبي ومجمل نشاطها الإنساني – تنقله وتقتبسه وتنشره وتوطنه في مراحل مقتضبة مختصرة أو مسهبة ومطولة ، حسبما ترتئيه تلك الشعوب المستوردة والمستقبلة من خلال تفاعلها وتجاوبها مع النصوص المنقولة إليها وفقَ احتياجاتها المعرفية والحضارية والتقنية والاقتصادية والسياسية العاجلة أو الآجلة.



وتتخذ النصوص المترجمة أشكالاً مختلفة في عملية الترجمة ، فتـُنفخ فيها روحٌ جديدةٌ تشابه الأصلَ إلى درجة كبيرة، ومن شابه أباه ما ظلم، أو تتحول فوراً إلى مِسْخٍ أو شَبَحٍ هزيلٍ ضعيف لا علاقة له بمقاصد الكلام الأصلي ولا بمحيطه الفكري والحضاري، أو بالمحيط الجديد المغروس فيه. ولعل هذا الأمر من أكثر الأمور أهمية وخطورة في الترجمة، فمعظم الترجمات التي نراها في زماننا هذا يفتقر إلى حد كبير إلى أربعة أمور رئيسة هي : الدقة ، والضبط ، والتحكم في المعنى ، والقبول. فالغالبية العظمى من الأعمال المترجمة لا تكون على درجة من الجدة والإبداع والاحتراف، إذ أن كثيراً من المترجمين العرب ، هواة ومحترفين، تعوزهم وللأسف المقدرة على فهم النصوص الأجنبية بمجمل أبعادها الدلالية والوظيفية والحضارية، ويفتقرون إلى منهجية حديثة واعية وثابتة للنقل والتعريب والترجمة. فتدخل المعرفةُ المنقولةُ إلى اللغة من باب متهرئ وتحمل معها في جملة ما تحمله تعابير مجازيةً واصطلاحيةً لا علاقة لها بالمقصود من الكلام الأصلي ، وذلك لالتصاق المترجم بحرفية الكلام التصاقاً أعمى ، دون النظر في الأبعاد الحضارية والثقافية لتلك التعابير. فمن التعابير الأجنبية ما يُفهم بداهة إن تُرجم حرفياً، لشمولية المجـاز الإنساني الذي تعبر عنه تلك التعابير، وكثير منها ما يخفق في تأدية المعنى المقصود، في الترجمة، لخصوصية المجـاز وطرائق التعبير لغوياً وثقافياً وحضارياً وبيئياً.



فلو نظرنا مثــلاً إلى ترجمة التعبير الإنجليزي (carrot-and-stick policy) والتي يسارع إلى تبنيها بلا تردد ، بل الدفاع عنها والمحاجة فيها ، نفر من المترجمين العرب المحدثين ، والهواة ، وطائفة من المستعربين ، والناطقين بالضاد عَرَضاً، ورجالات الفكر والسياسة والأدب وغيرهم في العالم العربي ممن يدلون بدلوهم في مهنة الترجمة اليوم، لاتضح لنا مدى جهل هؤلاء لا بتقنيات الترجمةِ وعملياتها فحسب ، بل بحضارتهم وثقافتهم ولغتهم ، ناهيك عن ثقافة ولغة غيرهم، ولظهر لنا مدى قلة وعيهم لخطورة التقليد والمحاكاة التي لا تلتزم بشروط اللغة وأنماطها الفكرية والمنطقية. فالترجمة التي يرى البعض صحة استعمالها لأنها أصبحت شائعة في العالم العربي ، بحكم التكرار الببغاوي ، لا سيما في الإعلام وعلى صفحات الإنترنت، تأتيهم طوع الخاطر على هذا النحو: (سياسة الجَزَرَةِ والعصا). وقبل الخوض في تحليل التعبير الإنجليزي وأصوله ومعانيه وتطبيقاته لا بد لنا من السؤال البلاغي : ماذا يأكل الحـمار في بـلادي؟ أجزراً أم بطيخاً أم برسيماً إذا كان ينتمي إلى عائلة مترفـة من الحمير؟



إن الغايةَ الأولى من الترجمة هي التواصل ونقل المعرفة بمجمل أبعادها بأمانة ودقة وصحة، إلاّ إذا كان هناك مانع يمنع ذلك فيُصار إلى إسقاط المعاني الكِفافية والثانوية والاحتفاظ بالمعاني الجوهرية والأساسية فيها. وما يُتّـبع من أساليب حرفية في نقل الكلام ، لاسيما في المصطلحات والتعابير المجـازية، غالباً ما يخفق إخفاقاً ذريعاً في هذه الناحية المهمة في الترجمة. ذلك أنه يولد معاني تختلف اختلافاً كبيراً عن المعاني الأصلية ويرسم صوراً دخيلة تنفصم عن المعاني المقصودة من تلك الصور الأصلية في بيئتها الطبيعية في لغة المصدر.



عندما ترجم العرب المحدثون مصطلح (skyscrapers) ، إبـّان الصحوة الحضارية الوجيزة في القرن الماضي ، قبل أن يسارعوا إلى العودة إلى سباتهم العميق ، فقد اعتادوا على الخمول والبلادة والغطيط والغياب عن ركب الحضارة ، أخضعوا المصطلح لعملية توطين حضاري. فلم يترجموه حرفياً كما يجري الآن على أيدي المترجمين المتـأخرين العابثة في ترجماتٍ كثيرةٍ كالتي سبقت ، بـ (خادشات السماء) أو (خامشات السماء) بل (ناطحات السحاب). فـ (skyscrapers) في اللغة الإنجليزية تعبير مجازي يدل على مبانٍ شديدةِ الارتفاع فيخيل للناظر أنها تخدش السماء ، وهي تمر مرَّ السحاب. فتوافقت الصورة المجازية ، من خلال الكلمات الإنجـليزية المنتقاة للتعبير عنها ، مع طبيعة البيئة الاجتماعية الأميركية والموقع الذي تحتله كلمة (sky) في اللغة والحضارة الإنجليزية ، فسموّا ذاك النوع الجديد من الأبنية الشاهقة بـ (skyscrapers. ولكن الترجمة العربية الحرفية الارتكاسية ، أي (خادشات السماء)، لم تتوافق مع الذوق العربي والطبيعة الحضارية عند العرب ، بل تعارضت كلمة (السماء) في سياق هذا المصطلح مع مضامينها القدسية في اللغة العربية . فأبدلوا المجاز الغريب بمجاز عربي مقبول، ألفاظه فصيحة لا "تخدش" الأذن، ومدلولاته لا تتعارض مع الرموز الحضارية والفكرية والقيم الخلقية والأدبية . فحـاكى المجـاز الجديد في العربية المجـاز الأصلي من حيث المفهوم بصورة لطيفة عذبة سائغة. وهكذا شاع لفظ ناطحات السحاب، وتوطن في اللغة والحضارة ورسخ في الوجدان ، رغم بداءة وسائل الإعلام العربي آنذاك، وبطء حركة الترجمة والعمل المصطلحي في مجامع اللغة العربية وغيرها.



أما اليوم فنجد ترجماتٍ كثيرةً لا تعير هذه الناحية أي اهتمام. فالقائمون على أمور الترجمة في أغلبهم طائشون مستهترون وعابثون ، تعوزهم بلا ريب مهاراتٌ كثيرةٌ ووعيٌ كبيرٌ لتلك المحاكيات الحضارية والمستنسخات الثقافية في النصوص المترجمة. وهذا الوعي هو ما يميز المترجم المحترف الواعي والملتزم بلغته وحضارته عن المترجم المتطفل على مهنة الترجمة بحكم معرفته السطحية والضحلة لإحدى اللغتين وربما الاثنتين معاً.


في ذروة نشاط الترجمة في عصور القوة الحضارية عند العرب كانت الترجمات الهزيلة تخضع لعملية توطين وتكييف لغوي وحضاري من منطلق القوة والثقة والجبروت الحضاري واللغوي. فكان العرب يأخذون المصطلح فيقلّبونه ويفككونه ويعيدون تركيبه بما لا يتنافى مع الذوق العربي أو يخالف قواعد اللغة ومنطقها، ودون تكلف أو تباطؤ أو وعيّ لغوي أو عناء فكري. وحسبهم في ذلك قول أبي الطيب المتنبي "أنام ملءَ جفوني عن شواردها ويسهر الجمعُ جَرَّاها ويختصم". فكان المجسطي والبلغم والملغم والبرقوق وغيرها من المفردات التي أخضعها العرب لنظامهم الصوتي.

أما اليوم ، فنحن أمة مستوردة فكرياً وحضارياً ولغوياً ، لا من منطلق القوة والتقدم ، بل من موقع الضعف والمسكنة والاستلاب والتنصل والتخلف والشعوبية. وما نستورده في جله استهلاكي يفتقر في معظمه إلى القيمة المعرفية والعلمية. وخلافاً لذلك ، فلنتأمل لحظة واحدة كيف تعامل أهل اللغة الإنجليزية ، الذين لا يفتقرون إلى الثقة اللغوية والحضارية ولا يجدون حرجاً في تطويع المقترضات لأنماطهم الفكرية وتوطينها، مع اللفظ العربي (انتفاضة) ، بمعناه الاصطلاحي الجديد إشارة إلى نضال الشعب الفلسطيني. فالانتفاضة لغةً هي في الأصل الهزَّةُ والرعشة. ولكنها تعني في الاصطلاح الحديث حركة شعبية تناضل لرفع الظلم وإحقاق الحق. ففي البداية ، راحت وسائل الإعلام الإنجليزية تستعمل اللفظ كما هو (intifada) ، وذلك لحداثة الخبر وجدّته وطرافة اللفظ العربي وغرابته والغموض الذي يلفّه. ثم صارت تَستعملُ اللفظ العربي وبجانبه اللفظ الإنجليزي (uprising) إيناساً لمتلقي الخبر. ثم سرعان ما أسقطت اللفظ العربي تماماً ، وراحت تستعمل اللفظ الإنجليزي بمفرده. وذلك لأمرين: الأول ، فقدان الخبر أهميته عندهم، وإصابتهم بالكلل والملل من رتابة الحدث ورَذْمِـهِ. والثاني، عدم توازي الجانبين حضارياً وتقنياً وقوةً. وفي المقابل، عندما سمع الأميركيون اللفظ الياباني (kamikaze) للمرة الأولى إبان الحرب العالمية الثانية ، استخدموه في حينه مع مقابل إنجليزي تفسيري (suicidal air attack)، ثم سرعان ما أسقطوا اللفظ الإنجليزي وأبقوا على اللفظ الياباني فصار جزءاً من المفردات الإنجليزية اليومية. ذلك أن اليابان كانت نِـداً حضارياً وعسكرياً قوياً لهم آنذاك ، على عكس الشعوب العربية التي لا يأبه لها اليوم أحد ولا يعيرها أي اهتمام أو اعتبار.

يتبع...[/align]
__________________


(( سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ))
كوكب الشرق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الاختــلاق, التـرجمـة, الزائفـة, العـربية, بين, والحضـارة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:26 AM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
:: جميع الحقوق محفوظة لمنتديات لغاتى التعليمية ::