Untitled Document
 
العودة   منتديات لغاتى التعليمية > ~¤¦¦§¦¦¤~منتديات اللغات~¤¦¦§¦¦¤~ > منتدى اللغة العربية > القسم الأدبى

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-03-2010, 11:54 PM   #1
أبو عبدالله
نائب
 
الصورة الرمزية أبو عبدالله
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 2,324
معدل تقييم المستوى: 23
أبو عبدالله is a glorious beacon of lightأبو عبدالله is a glorious beacon of lightأبو عبدالله is a glorious beacon of lightأبو عبدالله is a glorious beacon of lightأبو عبدالله is a glorious beacon of light
Smile ندامة الكُسَعِي



ندامة الكُسَعِي




يحكى أنّ
رجلاً أحبَّ الصيد حبًّا جمًّا، فقرَّر أن يصنع قوسًا بيده وأن يشدَّ عليها وترًا، ويصنع أسهمَ الصيد أيضًا، فبينما هو يسير إذ أبصر نَبْعَةً في صخرةٍ أعجبته، فقال في نفسه: "ينبغي أن تكونَ هَذه قوسًا"، فجعل يتعهدها ويرعاها ويرصدها من وقت لآخرَ، حتى إذا أدركت، قطعها وجففها وبدأ بصناعة القوس، قرُب القوسُ من الانتهاء، فقد استغرق صُنعُه أشهرًا، سقاه من عرقه الكثير، وأخيرًا وبعد جهد طويلٍ ولأْيٍ، وجَد قوسَه قد انتهى، وقد حان الوقتُ لتجربته.

شدّ الكُسَعِيّ الوترَ على قوسه وتأبَّطه وخمسةً من السهام التي صنع، وحمل قربةً للماء معه وسار في الصحراء، حيث كان يرى حمُر الوحش قديمًا، وكان يتمنَّى لو أنّ بحوزته قوسًا وسهامًا.
سار في البادية من وادٍ لوادٍ، ومن مرتفعٍ لآخرَ يأملُ أن يلقى حمرَ الوحش ولا أقل منها، صعِد مرتفعًا من الأرض يطلُّ على وادٍ وافرِ الخضرة، في أسفل الوادي، وفي منتهى ما يصل إليه قوسُه وجد عانةً[1] من حمُر الوحش ترتعُ في الوادي، لم تشعرْ بوجوده، اقترب قليلاً، أعاد شدّ وتره على قوسه، وسدَّد وقارب إلى حمار من تلك الحمُر، أطلق سهمَه وهو يظنّ أنه سيُردي أحدَها صيدًا يأكله عياله وبنوه.
لم يشعر الكُسَعِيُّ أنّ أحدًا من الحمُر قد أصيب، شعر بالأسى وتملَّكه الحزنُ وأُصيب بخيبةِ الأمل، لكنّ الحمُر لم تشعرْ بوجوده ولم تهرع هاربةً، شدّ قوسه ثانيةً وسدَّد إلى حمارٍ آخرَ، ومثل المرّة الأولى لم يشعر أنه أصاب ولم تهلع ولم تنفر عندما رماها، كرَّر الكُسَعِيّ ذلك مرارًا حتى أنهى رمْيَ أسهمه الخمسة كلّها، تملّكه الغضبُ والحزنُ وملأ الدّمُ عروق وجهه، كيف لم يُصبْ ولو مرةً من هذه المرات الخمسة؟! فعمد إلى قوسه الذي أمضى أشهرًا في تحضيره وصنعه فكسره؛ علّه ينفث همَّه ويُذهب غضبَه.
هدأ غضبُه قليلاً، ثمّ قال في نفسه: "يجب أن أسيرَ إلى الوادي لأرى ما حلّ بأسهمي، فأنا لم أصوبها إلى السماء، وما عادتي أن أخطئَ في رمْي السهام"، قام من فوره فرأته الحمُر فهرعت موليةً هاربةً، محدثةً دوّامةً من النقع ارتفعت في المكان، كتلك التي كان يشاهدها في حروب قبيلته مع غيرها من القبائل عندما يحمى الوطيسُ، نزل مسرعًا إلى حيث أطلق سهامَه، وقد بدأت غيمة الغبار بالانقشاع شيئًا فشيئًا، ماذا وجد؟ صرخ قائلاً: "يا إلهي، إنها خمسة من حمُر الوحش تسبح في دمائها، وقد اخترقتها السهام"!!
عاد إليه رشدُه، وندِم ندمًا لا يعادلُه ندمٌ، ندم ولاتَ ساعة مندم، فقد كسر قوسَه الذي أمضى في صنعه أشهرًا عديدة، أرَّخ وحفظ أهلُ الأمثال هذه الواقعةَ، فقالوا : ندم ندامةَ الكُسَعِيّ، وذكرها الشعراء في أشعارهم:
نَدِمْتُ نَدَامَةَ الكُسَعِيِّ لمَّا ........ غَدَتْ مِنِّي مُطَلَّقَةً نَوَارُ




ــــــــــــــــــــ
[1] العانة: القَطيعُ من حُمُر الوَحْشِ، جمعه عُونٌ ، بالضمِّ. ينظر تاج العروس من جواهر القاموس، (35 / 433).
__________________
وراعي الشاة يحمي الذئب عنها..... فكيف إذا الرعاة لها الذئاب



ساصيح واطلق صرخاتي..
وسيعلم الكل اهاتي ...
وسيصبح الكون علي حزني.. ويمسي بدمعي واناتي...
وسيصمت من كان يشدو ......من طير وزهر ونسمات ...
والكل في وجل وخضوع ويترقب الكون ثباتي ...
............................


إن أخاك الحق من كان معـك * * * ومن يضـر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صـدعك * * * شتت فيك شمله ليجمعك






أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا شَاعِرٌ، كَلِمَةُ لَبِيدٍ:" أَلاَ كُلّ شَيْءٍ مَا خَلاَ اللّهَ بَاطِلٌ "
والله ما لي شيء وما مني شيء ولا فيّ شيء.
حقوق الطبع والنشر محفوظة لكل مسلم...إذا اردت النقل لك ذلك بدون إذن ولا عزو للمصدر ..
نفعنا الله واياك بالحق..
أبو عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكُسَعِي, نخالة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:32 PM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
:: جميع الحقوق محفوظة لمنتديات لغاتى التعليمية ::