Untitled Document
 
العودة   منتديات لغاتى التعليمية > ~¤¦¦§¦¦¤~منتديات الترجمة~¤¦¦§¦¦¤~ > المنتدى العام للترجمة

المنتدى العام للترجمة شرح المواضيع العامة للترجمة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-16-2006, 10:25 PM   #1
وائل على
لغاتى ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
العمر: 41
المشاركات: 250
معدل تقييم المستوى: 18
وائل على is on a distinguished road
افتراضي الترجمة وسيلة فاعلة لتقارب الحضارات

الترجمة وسيلة فاعلة لتقارب الحضارات

" لا ينتقل شيء إلا بالترجمة " هذه هي العبارة التي افتتح بها كتاب ظهر حديثاً عن فن الترجمة، و الواقع أن التغييرات التي تنجم عن أفكار الأفراد، لا تنتقل إلى الآخرين إلا عن طريقة الترجمة من لغة إلى أخرى.
فإننا نجد مثلاً أن أغلب التأثيرات الانقلابية التي تطرأ على الأدب في أحد البلاد تأتي دائماً من الخارج، و لكي يكون لهذه التأثيرات فعلها الشامل، يجب أن تأتي عن طريق الترجمة، و توجد عدة أمثلة على ذلك نذكر واحداً من أحدثها و هو ما كان لترجمة مؤلفات الروائيين الروسيين، من أثر كبير على الأدب الإنجليزي منذ بدء هذه الترجمة في أوائل القرن الماضي.
و إذا تتبعنا تاريخ الغزوات الكبرى، رأينا أن الدولة المهزومة تتأثر دائماً إلى حد كبير أو صغير، بلغة الدولة الغازية وآدابها وخير مثال على ذلك أن عدداً كبيراً من الكلمات العربية ما زالت تتداول حتى اليوم في اللغة الفارسية، و أن الكتاب الفارسيين الأوائل كانوا يفضلون الكتابة باللغة العربية على استعمال لغتهم، و غالباً ما يحدث عكس ذلك أي أن الدولة الغالبة تتأثر في أحيان كثيرة بالدولة المغلوبة، و قد حدث ذلك عندما غزا العرب بلاد الفرس، فقد تأثرت حياة العرب كلها، الاجتماعية والأدبية، بالنظم الفارسية وحدث ذلك أيضاً عندما قام الرومانيون بغزو اليونان، فقد وجدت روما أن الأدب اليوناني يفوق أدبها فبدأ الرومانيون يقومون بالترجمة من اليونانية إلى اللاتينية، و أول ما عرف هذه التراجم في أوروبا ترجمة الأوديسة إلى اللغة اللاتينية، و قد تمت هذه الترجمة في سنة 240 قبل الميلاد.
و قد يكون العرب من بين المترجمين جميعاً، هم الذين قاموا بأعمال جليلة في هذا المضمار، كان لها أثر كبير على الحضارة، فقد ظل العرب طوال قرن من الزمان بين عامي 750 و 850 للميلاد في عهد الخلافة العباسية ينقلون تراث الفكر اليوناني ، وإلى مجهوداتهم يرجع الفضل لا في تعريف أوروبا في وقت مبكر بما لليونان من إنتاج علمي وطبي في وقت مبكر حيث احتفظوا للعالم عن طريق الترجمة العربية ببعض الكتب التي فقدت أصولها فيما بعد ، ومن بين هؤلاء المترجمين الأوائل أبو يحيى بن البطريق، الذي ترجم للخليفة المنصور الشطر الأكبر من مؤلفات جالينوس و أبقراط و كان حنين بن اسحاق يلقب بشيخ المترجمين فقد درس اللغة اليونانية وزار عدداً من البلاد التي يتكلم أهلها بهذه اللغة، للبحث عن المخطوطات ، ثم عين أميناً لمكتبة المأمون، حيث أخذ يعمل مع جماعة من المترجمين من بينهم ابنه، و قد ترجم كثيراً من مؤلفات جالينوس و أبقراط و أرسطو طاليس، و أفلاطون، و لقد نالت هذه الترجمة التي كان يقوم بها حنين تقديراً كبيراً ، وقد روي أن المأمون كان يكافئه بوزنها ذهباً، وقد اشتهر حنين كذلك بالطب واتخذه الخليفة المتوكل طبيبه الخاص، ويروى أن المتوكل أمر بسجنه لرفضه أن يعدّ سماً يقتل به المتوكل أحد أعدائه، ولما هدده الخليفة بالموت، قال: إنني لا استخدم مهاراتي إلا فيما ينفع ولم أتعلم شيئاً سوى هذا.
و هناك مترجم عربي آخر هو ثابت بن قرة الذي ترجم كثيراً من المؤلفات الخاصة بالتنجيم والحساب عن اليونان، ولقد قام المترجمون العرب بهذه الأعمال في الوقت الذي كان فيه معظم أوروبا على جهل تام بوجود الكتب التي كان هؤلاء المترجمون يقومون بنقلها إلى العربية.
و قامت أسبانيا بدور الوسيط ففيها ترجم إلى اللاتينية ما نقل العرب عن اليونان من مؤلفات، فضلاً عن الكتب التي وضعها مفكرو العرب أمثال ابن سينا والرازي وغيرهما، و كان نقل هذه الكتب إلى اللاتينية يجري غالباً من جامعة خاصة للترجمة أنشأها الأسقف ريموند في عام 1130، في مدينة توليد وبذا أصبحت هذه الكتب ميسورة لعلماء أوروبا، وكان العلماء من مختلف أنحاء أوروبا يفدون إلى هذه الجامعة ليتعلموا اللغة العربية ويساهموا بجهودهم في هذه الحركة الهامة، ومن بين الإنجليز الذين وفدوا إلى هذه الجامعة مايكل سكوت وروبرت تشستر وقد ترجم تشستر كتاب الخوارزمي في علم الجبر، كما اشترك مع آخرين في القيام بأول ترجمة للقرآن الكريم إلى اللاتينية، ويقال إن العلامة آدلارد أول مستعرب إنجليزي توجه هو الآخر إلى أسبانيا في ذلك الوقت، و هكذا انتقلت ثقافة العرب عن طريق أسبانيا إلى جميع أنحاء أوروبا وكان لها تأثير بعيد المدى، ولم ينقض زمن طويل حتى كانت اللغة العربية تدرس في جامعتي باريس و بولوني.
و لعل من الطريف أن نذكر أن للعرب أن يدعوا بحق أنهم قاموا بدور في اكتشاف العالم الجديد عن طريق الأعمال التي قام بها المترجمون العرب، فعن العرب انتقلت إلى أوروبا النظرية التي تقول إن للكون مركزاً يسمى " أرينا " و أن الأرض كروية الشكل هي نظرية هندية الأصل ترجمت من العربية إلى اللاتينية ، ومن المعروف أن كريستوفر كولمبوس اشتق من هذه النظرية نظريته التي تقول : إن الأرض منبعجة.
وقد كان لما قام به العرب من أعمال الترجمة في ميدان الأدب الخالص أثر لا يقل أهمية عما ذكرنا، فقد ترجمت مجموعة من القصص الشرقية القديمة إلى اللغة اليونانية عن اللغة السريانية، وقد قام بهذه الترجمة مايكل ادريوبولوس ثم ترجمت من بعد ذلك إلى اللغة الفرنسية وأدخلها الشاعر الإيطالي "بوكاشيو" في كتابه "ديكاميرون" الذي يعد إحدى روائع الأدب الأوروبي ، ونذكر كذلك واحداً من أقدم الكتب العربية وهو كتاب " كليلة ودمنة " الذي كتب أول الأمر باللغة السنسكريتية، وقد ترجمه ابن المقفع عن اللغة الفارسية ، وقد فقد الأصل السنسكريتي والترجمة الفارسية ولولا هذه الترجمة العربية التي قام بها ابن المقفع لكان العالم على جهل تام حتى الآن بكتاب " كليلة ودمنة " ، ومن بين المؤلفات العربية القديمة التي ترجمت إلى اللغات قصة " حي بن يقظان " لابن طفيل، التي ترجمها لأول مرة إلى اللاتينية إدوارد بوكوك في القرن السابع عشر ، ثم ترجمت بعد ذلك إلى معظم اللغات الأوروبية، ويقول كثير من العلماء إن هذه القصة الخيالية هي التي أوحت إلى الروائي الإنجليزي المشهور "دانيل ديفو" بفكرة روايته "روبنسون كروزو" التي أصبحت الآن إحدى روائع الأدب الإنجليزي القديم، ولا شك في أن التراجم المتعددة لكتاب "ألف ليلة وليلة" التي ظهرت بكل اللغات الأوروبية، كان لها أكبر أثر في أوروبا ، فقد بهر هذا الكتاب نفوس ملايين القراء إلى حد أن جاء وقت انتشرت فيه في أوروبا بدعة ومحاكاة القصص الشرقية الخرافية، و قد استمد تشوسر أقدم الشعراء الإنجليزيين المشهورين مادة كتابة قصص " كانتربري " من كتاب "ألف ليلة وليلة " .

وفي العصر الحديث كذلك اهتمت الدول العربية اهتماماً شديداً بالترجمة ،فقد رأى محمد علي الكبير والي مصر بحكمه الصائب أن مصر الحديثة لا يمكن أن تنهض إلا عن طريق نشر التعليم وأهم وسيلة لتحقيق ذلك هي البدء بحركة ترجمة واسعة، وقد كانت هذه الحركة في بادئ قاصرة على ترجمة المؤلفات العلمية والطبية لأن النهج الذي كان يسير عليه محمد علي هو أن يترجم كل طالب أوفد في بعثة دراسية إلى أوروبا كتاباً واحداً على الأقلّ في الموضوع الذي تخصص فيه، و ذلك عقب عودته إلى مصر مباشرة، و لكن بالتدريج بدأت كذلك ترجمة المؤلفات الأدبية، وعلى الأخص من الفرنسية والإنجليزية، ويبدو أثر هذه الكتب اليوم في مؤلفات الكتاب العرب الذين تأثروا بالآداب الأوروبية والذين يقتبسونها في أسلوبهم وتفكيرهم ، وفي كل يوم تقدم روائع الأدب الأوروبي إلى جمهرة القراء العرب ، وكما قال أحد النقاد المحدثين فإن أهم حادث في تاريخ الأدب الإنجليزي في القرن الحاضر هو ترجمة مؤلفات كبار الكتاب الروس إلى الإنجليزية، كذلك قد يقال عن هؤلاء الذين يقومون اليوم بالترجمة من اللغات الأوروبية إلى العربية إنهم وضعوا حجر الأساس لنهضة جديدة في الآداب العربية ، وهذا هو الوقت المناسب الذي تستطيع فيه الثقافة الأوروبية أن تسدد إلى حد ما الدينَ الذي دانت به للعرب عندما حملوا شعلة العرفان وهاجة وضاءة، خلال ظلام العصور الوسطى، والمترجم هو الوسيط في مثل هذا التبادل وهو في الواقع مغبون لا يكافأ بالمال والشهرة الذين يستحقهما ، وجزاء لعلمه الجليل فهو يستحق ثناءً وتقديراً أكثر مما ينال.





المصدر
__________________
أبحث عن زوجة صالحة .. من ترغب فى بناء اسرة سعيدة ناجحة مراسلتى

دورة اللغة الأنجليزية من إعدادى قريباً شارك برأيك
وائل على غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لتقارب, الترجمة, الحضارات, فاعلة, وسيلة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صراع الحضارات وأثره في الشعر العربي في العصر العباسي الأول(القرن الثاني الهجري) dyadak منتدى اللغة العربية 0 03-03-2010 12:08 PM


الساعة الآن 12:37 AM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
:: جميع الحقوق محفوظة لمنتديات لغاتى التعليمية ::