قصيدة بديعة للشيخ أبي المكارم منديل ابن آجرُّوم

[حبي لك مش كلمة]

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
وبعدُ فهذِهِ قصيدةٌ بديعةٌ للشيخِ أبي المكارم، مِنديل ابنِ آجُرُّوم، وهو ابنُ صاحب
"الآجرومية" الإمامُ المشهور، قالها و قد حسدَهُ جماعة ممن يُنسَبون إلى العلم،لما كان له من مرتبةٍ علمية، و مكانةٍ بين الناس سنيّة، ويبدو أنهم ذهبوا في عداوته مذاهب
و أوغلُوا في تنقُصه، و الحطِّ منه، ففاضت نفسُهُ الأبيَّة، بهذه الأبيات النديّة،
فابتدَأَها بالزهد،ثم تخلَّصَ إلى الفخر، ولم يُخلها من حكمة، ف، وعفا عن مناوئيه، وعفا عنا جميعاً بمنِّهِ و فضله
وقد وجدتها في كتاب " نثير الجُمان في شعرِ من نظَمني و إيَّاهُ الزَّمان" من تأليف
تلميذه الأمير أبي الوليد، اسماعيل بن الأحمر(ت: 807 ه) ،فأحببتُ أن أُتحفَ بها
إخواني في هذا الملتقى الطَّيِّب،راجيا أن يُغمضوا عن تقصيري و سوء اختياري، و لو قدرت على أكثر من هذا لما تأخرتُ، و لهم أن يُنبهوا على مواضع الخلل، التي قلما يخلو منها عمل، و بارك الله فكم
قال :
مَنِ المَشِيبُ عَلى فَوْدَيْهِ يَشْتَـــــــــــــــــعِلُ فكيفَ باللَّهْوِ فِي دُنياهُ يَشْتَـــــــــغـــــــــــِلُ؟
وَكَيْفَ يَحرِصُ في طُولِ المُـــــــــــقامِ بها مَنْ كانَ يَعــــلــــــــــــَمُ أَنْ لاَبُدَّ يَرْتَحـــــــــــــــــِلُ
صحَّ الذِي خَرَّجَ الشَّيْــخانِ مِن نَبإٍ عَنِ النَّـــبِيِّ وَ مَا في قَـــــــــــــوْلِهِ خَطَـــــــــــــــلُ
إِنَّ الفَتَى إِن يَشِبْ مُسْـــــــــــــوَدُّ مَفْرِقِهِ تَشِبُّ منهُ اثْنَتَانِ : الحِرصُ وَ الأَمَـــلُ
إِنِّي لَأَعجَبُ ممَّن سَـــــــــــــــاءَهُ عُمُـــــــــــرٌ وَ سَــــــــرَّهُ أَنَّ أَمرَ النَّفـــــــــــــــسِ مُمتَثــــــــــــَــــــــلُ
لكِنَّ أَعْجَبَ منهُ مُبْتَـــــــــــــــغـــــي رُتَـــبٍ ولاَ لَــــــــــــــــــدَيهِ بهاَ عِــــــــــــــلمٌ و لاَ عَمـــــــــَلُ
شَتَّانَ ما بَينَ منْ رقَّـــــــاهُ مَحْتِـــــــــــــــــــــدُهُ وَخَامِلٍ كَسِــــــــــــــــــــلٍ أَوْدَى بِهِ الكَســـــــَلُ
قُلْ لِلْمُناوي بإِفكِ المَيْنِ من حَسَدٍ أَيَسْتَوي الكُحْلُ في العَيْنينِ وَ الكَحَلُ
نَحنُ الأُلى فَرَعُـــــــــــوا للْمجدِ ُّذُروَتَــــهُ و في ظِلاَلِ تِلاَعِ العــــــزِّ قَدْ نَهَــــــــــــــــــلُوا
إِن كانَ ذُو نَهــَـــــــــلٍ للعِلم، أو عَلَـــــــلٍ فَعن أَبي كانَ ذاكَ النَّهــــــــــــــــلْ و العلَلُ
لمْ نتَّكِلْ في ارتفاعِ الصِّيتِ قطُّ على إِشادَةِ الصَّوتِ من زَيدٍ كمَا اتَّـــــكلُوا
ولَم نَبِع أَجرَ تعليمِ القُــــــــــــــــــــــــــــرانِ بمـــا يَفنَى منَ السَّومِ في الدُّنيا كمَا فَعَلُوا
نُقِرُّ بالفَضْلٍ إِنصـــــــــــــــــــــــــــافاً لِصاحبِهِ وَيَسْبِقُ السَّيفَ في أَعدائِنا العَــــــــذَلُ
و لَيسَ ظَهري لِباغِي الضَّيْمِ مُحتَملاً كَــــــما سِواناَ إِليهِ –الدَّهرَ- مُحتَمِلُ
لا نَبتَغي غَيرَ هذَا في الدُّنا صِفــــــــــَةً قَفْــــــواً لشِنْشِنَةٍ دانَــــــــــــــتْ بها الأُوَلُ
مَا طابَ أَصْلٌ لهُ فالــــــــــــــــــــفرعُ يَتْبَعُهُ و ليسَ عن طَبعِها الأَشْياءُ تَنتَــقِلُ
لَوْ أُسْقِيَتْ بِمُجاجِ النَّحلِ حَنــــــظَلَةٌ لمْ يُعذِبِ الطَّعمَ منها ذَلكَ العَسَلُ
بِسيبَويهِ سَبَيْنا كُلَّ فــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــائدَة ٍ في صَنعَةِ النَّحوِ لا(الكُرَّاسُ)و(الجُمَلُ)
و في مَسائِلِ (إِيضاحٍ) لناَ وَضَحَتْ منَ التَّصَــــــــــــرُّفِ شَمْسٌ بَيتُها الحَـــــمَلُ
و عِندَ (حِرزِ الأَماني) شاهِدٌ فَـطِنٌ إِذْ بحِمانا أُحْرزَتْ تلكمُ السُّبُـــــــــــــــــلُ
و كمْ لنا في عَرُوضِ الشِّعرِ من نُكَتٍ يدْري بذلكَ عنَّا الزَّحْفُ و العِـــــــلَلُ
بالشِّعْرِ نفعَلُ إِن نُشــــــــــــــــــــــْرِعْ أَسِنَّتَهُ ما لَيسَ تَفـــــــــــــــــــــعَلُهُ الخَطِّيَّةُ الـــــــــــذُّبُلُ
إن كُنتَ تجْهلُ هذَا فَلْتُعِدْ نَــــــــــــظراً ما العالِمُونَ كَمنْ للشيْءِ قدْ جَهِلُوا
"الكراس" مقدمة في النحو لأبي موسى الجُزولي
"الجمل" كتاب أبي القاسم الزَّجّاجي المشهور
" الإيضاح" العضُدي كتاب أبي علي الفارسي