أُخْتَاهُ أَلَا تَعْتَبِرِينَ ؟!

[حبي لك مش كلمة]

أُخْتَاهُ أَلَا تَعْتَبِرِينَ ؟!
أُخَيَّـتِي، مَا كَانَ كِتَابِـي هَذَا إِلَيْكِ إِلَّا عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ وَعَنْ صِدْقِ نِـيَّةٍ مِنِّـي، وَمَا كُنْتُ لِأَكْتُبَ لَوْلَا أَنْ رَأَيْتُ أَنَّ لِهَذَا الْأَمْرِ حَاجَةً فِي نَفْسِي لَا بُدَّ أَنْ تُقْضَى وَلَا مَنَاصَ مِنْ أَنْ تُخْرَجَ لِلْعَيَانِ؛ فَالْحَدِيثُ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ حَدِيثٌ مُحْزِنٌ، يُدَغْدِغُ الْفِكْـرَ وَيَسْتَكْشِفُ أَسْرَارَهُ. أُخْتَاهُ اتَّقِـي اللَّــهَ، أُخْتَاهُ أَلَا تَعْتَبِـرِينَ ؟!


أُخْتَاهُ، يَا وَرْدَةً فِي الثَّلْجِ هَا أَنْتِ الْآنَ قَدْ كَشَفْتِ النِّقَابَ عَمـَّا أَصْبُو إِلَيْهِ وَأَمَطْتِ اللِّثَامَ عَنْ خَبَايَا الْكَلَامِ. فَمَرْحَى لَكِ مَرْحَى!


يَقُولُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِـي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْـهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِـيَابَـهُـنَّ. فَخِطَابُ اللَّهِ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ مُوَجَّهٌ إِلَى النِّسَاءِ الْعَجَائِزِ اللَّاتِـي لَا يُرِدْنَ الزَّوَاجَ، فَقَدْ أَبَاحَ اللَّهُ لَهُنَّ أَنْ يُخَفِّفْنَ مِنْ ثِيَابِـهِنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ؛ وَهُنَا مَوْطِنُ الشَّاهِدِ، يَقُولُ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ، أَيْ غَيْرَ مُظْـهِـرَاتٍ لِجَمَالِهِنَّ وَلِحُسْنِـهِنَّ وَإِنْ كَنَّ قَدْ بَلَغْنَ مِنَ الْكِبَـرِ عِـتِـيـًّا. وُيُضِيفُ الْمَوْلَى آيَةً أُخْرَى هِي نِبْرَاسٌ لِحَيَاةِ الْمَرْأَةِ الصَّالِحَةِ الَّتِي شِعَارُهَا قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْـرٌ لَهُنَّ. فَعِفَّتُكِ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ وَأَطْهَرُ.

فَالْعِلَّةُ كُلُّ الْعِلَّةِ فِي ارْتِدَاءِ الْحِجَابِ هِي دَرْءُ الْفِتْنَةِ، فَكَـمَا يُقَالُ: "الْفِتْنَةُ نَائِمَةٌ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ أَيْقَظَهَا"، فَهَلْ تَرْضَيْنَ أَيَّتُـهَا الْعَفِيفَةُ لَعْنَةَ اللَّهِ؟ وَيَبْقَى السُّؤَالُ قَائِمًا عَلَى سُوقِهِ: إِنْ كَانَ اللهُ تَعَالَى قَدْ أَمَرَ الْعَجَائِزَ والْقَوَاعِدَ مِنَ النِّسَاءِ بالْعِفَّةِ، فَكَيْفَ لِمَنْ هِيَ فِي عِزِّ الشَّبَابِ وَنُعُومَةِ الْأَظَافِرِ؟
اَلْخِطَابُ مُوَجَّهٌ لَكِ يَا أُخَيَّـتِـي فَلَا تَتَمَلَّصِي مِنَ الْحَقِّ، فَكُلِّـي أَمَلٌ بِأّنَّكِ قَدْ أَهْرَقْتِ بَعْضَ الْعَبَرَاتِ؛ فَإِنَّ مِنَ الْحِجَابِ لَـعِـفَّـةً وَحُسْنَ مَآبٍ.

وَفِي الْأَخِيرِ، لَا يَسَعُنِـي إِلَّا أَنْ أُحِيلَكِ وَأُوَجِّـهَكِ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ أَوَلًّا، ثُمَّ إِلَى سُنَّةِ الْمُصْطَفَى ثَانِيًا، بِدُونِ أَنْ تَنْسَيْ أّذْكَارَ النَّوْمِ وَأّذْكَارَ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ، إلخ.