|
في احشائها الدر كامن
جميلة هي اللغة العربية.. لغة بالغة الثراء، يملؤها الخيال و الابداع..كلما غاص المرء في اعماقها بهرته مكنوناتها و كنوزها .تعالوا نطالع بعض طرائفها ، الدعوة عامة للمشاركة بطرفة او بواقعة في تراثنا التاريخي و اللغوى . و سابدأ بهذه القصة القصيرة الشاقة على الافهام لأنها حوت الكثير من الكلمات المهجورة . تقول الطرفة او القصة على لسان صاحبها:
( التقيت برعبيب زحلول يمتطي جواداً كان قد زبرجه. فبدا منذ الوهلة الاولي صعفوقاً سملعا. و كان برفقته دعلجاً خنذيذا لكنه كان حندقوقاً سرمطيطا. فأستوقفاني يسألان عن أرض ضغيغ يقصدانها.. و لما كنت اجهل المكان ، قلت لهما : لقد سألتما من لا يعرف هذا السلنطح. فبادرني احدهما بالقول : أنت صعفوق من الخلابيس . فرحت أفكر بما يقصده هذا الخندع ثم وقفت على الزنباعة و قلت له بصوت مرتفع : كيف تتحدث معي هكذا أيها الرعشيش؟ فدرمس الاول و ضبرني الثاني و بدا انه دعضان صمكوك و كان طرطا.. لكنني لم ابرح مكاني و تظاهرت بأنني دمكمك و داحق فدلهث نحوي ثم شحز و درقل صاحبه من جانبي ثم اختفيا). مؤكد ان القصة عصية على الافهام. و اليكم الترجمة: الرعبيب: الجبان. الزحلول: خفيف الجسم . زبرجه : زينه. الصعفوق: اللئيم. السملع: الخبيث. الدعلج: الشاب الحسن الوجه. الخنذيذ : الطويل الصلب. الضغيغ : الخصب. السلنطح : الفضاء الواسع. الصعفوق: النذل. الخلابيس: اللئام. الخندع: الخسيس. الزنباعة: طرف النعل. الرعشيش: الجبان. درمس : سكت. ضبر: سكت مطولاً. دعضان : غضبان. صمكوك: الجاهل السريع الى الشر. طرط: خفيف الحاجبين. دمكمك : الشديد القوي. داحق: غضبان. دلهث: اسرع و تقدم . شحز: فزع. درقل: مر سريعاً. تقبلوا تحياتي |
الطلاق إنجاز
قيل لهارون الرشيد أن رجلاً من العرب طلق خمسة نسوة ، فقال الرشيد: إنما يجوز النكاح على اربع نسوة فكيف طلق خمساً ؟ فقيل له : كان لرجل اربع نسوة فدخل عليهن يوماً فوجدهن متنازعات - وكان الرجل سئ الخلق - فقال : الى متى هذا التنازع؟ ما اخال هذا الامر الا من قبلك - يقول ذلك لامراة منهن- اذهبي فانت طالق !!
فقالت له صاحبتها : عجلت عليها بالطلاق و لو أدبتها بغير ذلك لكنت حقيقاً. فقال لها : و انت أيضاً طالق!! فقالت الثالثة : قبحك الله ! فوالله لقد كانتا إليك محسنتين و عليك مفضلتين ! فقال لها : و انت أيتها المعدودة اياديها طالق . فقالت له الرابعة و كانت هلالية و فيها اناة شديدة : ضاق صدرك عن ان تؤدب نساؤك الا بالطلاق ؟ فقال لها : و انت ايضاً طالق ! و كان ذلك بمسمع جارة له ، فأشرفت عليه و قد سمعت كلامه فقالت : و الله ما شهد العرب عليك و على قومك بالضعف الا لما بلوه منكم ووجدوه منكم!! أبيت الا طلاق نساؤك في ساعة واحدة!! فقال لها : وأنت أيتها المؤنبة المتكلفة طالق إن اجاز زوجك!! فأجابه الزوج من داخل البيت : قد أجزت . قد اجزت. و هكذا طلق خمس نساء!! |
*** (قيل ان امرأة وقفت على قيس بن سعد و قال:اشكو اليك قلة الفأر في بيتي. فقال : ما أحسن ما روت عن حاجتها .املأو لها بيتها خبزا و سمنا و لحما).
*** ( و روى أن عجوزاً تعرضت لسليمان بن عبد الملك بن مروان و قالت: يا أمير ، مشت جرذان بيتي على العصا .فقال : الطفت في السؤال، لا جرم لأردنها تثب وثب الفهود و ملأ بيتها حبا). *** ( و يروى أن عبد الله بن العباس - و كان من الاجواد- أمر لسائل سأله بعشرة الاف درهم ، فصبت في حجره ، فتمزق ثوبه فبكى ، فقال له : اعلى قميصك تبكي ؟ قال : لا و الله و لكن على ما يأكل التراب منك .فقال : شكرك اعظم من صنيعتنا . يا غلام أعطه مثلها ). |
مر على ابي حفص الشاعر رجل من أهل اليمامة فترك له البيت و هرب مخافة قراه . فلما جن الليل قام الضيف بشراء طعام له و بعد أن اكل و شبع ترك بعضه و معه هذه الابيات :
يأيها الخارج من بيته ... و هاربـــاً من شدة الخــوف ضيفك قد جاء بزاد له ... فارجع و كن ضيفاً على الضيف |
يروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه دعا بكرسي فجلس عليه و دعا بالحطيئة الشاعر فأجلسه بين يديه و دعا بإشفي و شفره يوهمه انه على قطع لسانه حتى ضج من ذلك . فكان فيما قاله الحطيئة : يا امير المؤمنين اني و الله قد هجوت ابي و مي و هجوت امرأتي و هجوت نفسي . فتبسم عمر (رض) و قال و مالذي قلت ؟ قال : قلت لأبي و أمي :
و لقد رأيتك في النساء فسؤتني ... و ابا بنيك فساءني في المجلس و قلت لها: تنحي فأجلسي مني بعيداً ... أراح الله منك العالمين أغربالاً اذا استودعت سراً ... و كانوناً على المتحدثينا و قلت لأمرأتي : أطوف ما أطوف ثم آوي ... الى بيت قعيدته لكاع فقال له عمر ( رض ): و كيف هجوت نفسك؟ فقال : أطلعت في بئر فرأيت وجهي فأستقبحته فقلت : أبت شفتاي اليوم الا تكلماً ... بسوء فما أدري لمن انا قائله أرى لي وجهاً قبح الله خلقه ... فقبـح و قبــح حاملـــــه |
** قال رجل للاعمش : من اين اقبلت ؟ قال : من السوق . قال : و ما أشتريت ؟ قال : عسل. قال : هلا زدت ألف ( أي قلت عسلا ) فقال له الاعمش : و هلا زدت في الفك الفا.
** و قال آخر لسعيد بن عبد الملك : تأمرنا بشيئا. قال : نعم ، بتقوى الله و إسقاط الالف. ** و من طريف ما حكاه بن نباته ، قال : حضرت جنازة بمصر فقال لي بعض القبط : من المتوفي ( بكسر الفاء ) ؟ فقلت: الله عز و جل . قال ، فضربت حتى مت . |
السلااااام عليكم
تشكر أخي خاااالد على الطرح |
بوركت الجهود
|
دخل أبو علقمة النحوي على طبيب فقال له : أمتع الله بك إني أكلت من لحوم هذه الجوازل ، فطسئت طسأة فأصابني وجع ما بين الوابلة إلى دأية العنق ، فلم يزل يربو وينمو حتى خالط الخلب والشراسيف ،فهل عندك دواء لي ؟ فقال له الطبيب : نعم ، خذ خربقا وشلفقا وشربقا فزهزهُ وزشزقهُ واغسلهُ ،ومن ثم إزحرهُ . قال أبو علقمة : لم أفهم ما قلت !! قال الطبيب : يعني أنا اللي فهمت يا....، اذلف |
اعتقد ان من أجمل الشعر و أقوى ابياته ما ورد على لسان الشاعر عاصم بن خليفة بن عقل الضبي و هو جاهلي ، إذ قال:
لك المرباع فينا والصفايا ... وحكمك والنشيطة والفضول و في معاني الكلمات يعرف المرباع بأنه : ربع الغنيمة الذي كان يأخذه الرئيس في الجاهليه الصفايا: الاشياء التي يصطفيها لنفسه الحكم: أن يبارز الفارس فارساً قبل إلتقاء الجيشين فيقتله و يأخذ سلبه و عندها يحق لرئيس القبيلة تركه له أو جعله في جملة المغانم. النشيطة : هى ما أصاب الرئيس قبل أن يصير الى بيضة القوم أو ما يغنمه الغزاة في الطريق قبل الوصول الى الموضع الذي قصدوه. الفضول: الذي يفضل من المغانم فلا يقسم. أعتقد أن هذا البيت يكشف عن الحالة الاجتماعية عند العرب قبل الاسلام فأعتبروا |
| الساعة الآن 03:14 AM بتوقيت مسقط |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
:: جميع الحقوق محفوظة لمنتديات لغاتى التعليمية ::