متساوون عند الولاده متفاوتون عند الموت
 

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
هذا المقال من كتاب50 شمعة لإضاءة دروبكم لدكتور عبد الكريم بكار أتمنى من الباري أن تستفيدوا منه

متساوون عند الولاده متفاوتون عند الموت:-
إنه لشئ لافت ذلك التباين الكبير بين مانكون عليه عند الولاده وبين مانكون عليه عند الموت المواليد كلهم أطفال من درجه واحدة حيث يمكن أن نتوقع لكل واحد منهم أن يكون في المستقبل واحدا من العظماء أو أن يكون متخلفا ذهنيا أو مجرما أو منحرفا ...لكن هذه الإمكانيات تتلاشى مع الأيام ليصبح المجهول معلوما ولتتجه الأنظار والتوقعات العظيمة إلى أناس دون الأخرين رجال ونساء يغادرون الحياة وهم أعلام تعلقت بهم القلوب ونطقت بالثناء عليهم الألسن ...وماذاك إلا لأنهم في حياتهم لم يكونو أشخاص عاديين ووإنما كانو دعة أو فقهاء أو حكماء أو قادة أو باذلين للمعروف ساعين للخير ....إن الذي غادر الحياة هو أضعف شئ فيهم هو الجسد أما عقولهم وأرواحهم وأمجادهم ومآثرهم والسنن الحسنة التي سنوها والأيادي البيضاء التي أسدوها لناس فهي باقيه في النفوس والقلوب ليعبر عنها أهل الوفاء بالثناء والدعاء قرونا بعد قرون ولتتخذ منها الأجيال نبراسا لتاسي والإقتداء
إن تسل أين قبور العظما.........فعلى الأفواه أو في الأنفس
وإن ما ينتظرهم من كرامة الله تعالى في الأخره هو أعظم بكثير مما نالوه في الدنيا الفانيه لكن ذلك يشكل عاجل البشرى ومقدم الجزاء وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (إن الله يحب فلان فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض)متفق عليه.
هذه هي القله القليله من الصفوه المختاره من عباد الله أما السواد الأعظم من الناس فإنهم مهما عاشوا يمرون على هذه الحياه مرورا سريعا وهم مابين شخص يترك شيئا يندم عليه وشخص لايترك أي شئ ولاتمر سنوات قليله حتى ينساهم الصديق والقريب....
ما الذي يعنيه بالنسبه إلى أبنائي وبناتي !!!
1-إن الذي يصنع الفرق بين الناس عند الموت ليس النسب ولا المال ولا القوة لكنه الإستقامه والعلم والأثر النافع وحب الخير للناس والمساهمه في إصلاح الأوضاع والأحوال.....
2-في إمكانية مل واحد منكم أن يسير في طريق العظماء من خلال الجهد اليومي الذي يبذله وبالطريقه الصحيحة..
3-لا يحتقر الواحد منكم نفسه ولا يرض بالقليل فالكريم الجواد الغني الحميد هو رب الأولين والآخرين وقد يمنح للمتأخر شيئا حجبه عن التقدم
تذكروا دائما ساعة الرحيل وخططوا دائما لأن يكون ما يقال عنكم فيها شيئا عظيما ترجون ثوابه عند الله تعالى..........

مشكوره أختي ع الموضوع
تقبلي مروري